كريستيانو رونالدو: أسطورة البرتغال تودع يورو 2024 بحزن وخيبة أمل
شهدت بطولة أمم أوروبا على مدار القرن الجاري العديد من اللحظات الأسطورية، وكان النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو بطلاً لأكثر من واحدة منها. ومع انتهاء مشواره في يورو 2024 بألمانيا، ودّع رونالدو البطولة بحزن بعد الخروج من دور الثمانية إثر الهزيمة أمام فرنسا بركلات الترجيح، وعدم تمكنه من تسجيل أي هدف في هذه البطولة الكبرى لأول مرة في مسيرته.
مسيرة طويلة وحافلة في اليورو
على الرغم من الخيبة الأخيرة، يظل رونالدو على قمة أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ بطولة أمم أوروبا، حيث شارك في ست نسخ متتالية في أعوام 2004 و2008 و2012 و2016 و2020 وأخيراً 2024. وكان له دور كبير في إهداء بلاده اللقب الوحيد في كأس الأمم عام 2016، عندما توجت البرتغال بالبطولة بعد فوزها على فرنسا في النهائي بهدف المهاجم البديل إيدير.
أسطورة القرن
بدأ رونالدو مسيرته في بطولة أمم أوروبا منذ 20 عاماً، عندما شارك لأول مرة في يورو 2004، وكان شاهداً على واحدة من أكثر القصص الأسطورية في تاريخ البطولة. في ذلك العام، خسرت البرتغال، التي كانت تستضيف البطولة، أمام اليونان في المباراة الافتتاحية، ثم كررت اليونان الانتصار في المباراة النهائية لتفوز بلقبها الوحيد في مفاجأة مدوية. بكى رونالدو حزناً على خيبة الأمل أمام جماهير بلاده، ولكنه عاد بعد 12 عاماً ليبكي الفرنسيين عندما قاد البرتغال للفوز بيورو 2016 في فرنسا.
استمرارية الأسطورة
تكررت الأسطورة مرة أخرى عندما فاز المنتخب الإيطالي بلقب يورو 2020، التي تأجلت إلى 2021 بسبب جائحة كورونا، على حساب إنجلترا بركلات الترجيح في ملعب ويمبلي. الآن، في يورو 2024، تودع ألمانيا البطولة بعد هزيمتها أمام إسبانيا، مما يفتح الباب أمام الإسبان لتحقيق لقبهم الرابع إذا ما استطاعوا تجاوز التحديات القادمة.
إسبانيا على الطريق
مع اقتراب البطولة من نهايتها، يخوض المنتخب الإسباني بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي مرحلة حاسمة. فبعد الفوز بجميع مبارياته الخمس في البطولة وتسجيل 11 هدفاً، يواجه المنتخب الإسباني تحديات صعبة أمام فرنسا، وصيف كأس العالم 2022، ومن ثم الفائز من مباراة إنجلترا وهولندا في حال وصولهم إلى النهائي.
تألق في صفوف المنتخب الإسباني مجموعة من اللاعبين الشباب، أبرزهم لامين يامال نجم برشلونة، الذي بات أصغر لاعب يشارك أساسياً في تاريخ البطولة، إلى جانب نيكو ويليامز جناح أتلتيك بلباو، وثنائي الوسط رودري نجم مانشستر سيتي، وفابيان رويز لاعب باريس سان جيرمان.
آمال وتحديات - كورة لايف | koora live :
إذا ما تمكن المنتخب الإسباني من استكمال مشواره الناجح والفوز باللقب، فإن هذا سيعزز من فرص لاعبيه الشباب في الحصول على جوائز فردية مرموقة. لامين يامال، على سبيل المثال، قد يشهد تحولات كبيرة في تصنيف الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لهذا العام، بفضل تألقه اللافت رغم صغر سنه.
المرشحون للكرة الذهبية
يبقى الثنائي البارز في ريال مدريد، فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام، من أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام، نظراً لدورهما البارز في التتويج بثنائية الدوري ودوري الأبطال. ومع ذلك، فإن خروج فينيسيوس المبكر من كوبا أمريكا وتذبذب أداء بيلينجهام مع المنتخب الإنجليزي في يورو 2024، قد يؤثر على حظوظهما في الفوز بالجائزة.
بمغادرة كريستيانو رونالدو يورو 2024، ينتهي فصل آخر من فصول أسطورته في بطولة أمم أوروبا، تاركاً وراءه إرثاً لا يُنسى من الإنجازات واللحظات التاريخية. ومع بقاء التحديات أمام المنتخب الإسباني في طريقه نحو اللقب، تظل البطولة مفتوحة على احتمالات عديدة، بانتظار من سيتمكن من كتابة الفصل الأخير في يورو 2024.
تعليقات
إرسال تعليق